"الجوع كسلاح.. معركة الصومال ضد إرهاب يُحاصر الخبز والكرامة"

 "الجوع كسلاح.. معركة الصومال ضد إرهاب يُحاصر الخبز والكرامة"

في قلب المعركة التي يخوضها الصومال ضد الإرهاب، لم يعد السلاح وحده هو الأداة التي تستخدمها الجماعات المتطرفة لنشر الرعب والسيطرة، بل أصبح الجوع هو السلاح الأكثر فتكًا والأشد قسوة.

في مناطق جنوب الصومال، حيث ينتشر الفقر وانعدام الأمن الغذائي، تمارس حركة الشباب الإرهابية سياسة ممنهجة تقوم على قطع طرق الإمداد، حصار القرى، ومصادرة المواد الغذائية، في محاولة لتجويع السكان وكسر إرادتهم، ومنع التعاون مع القوات الحكومية.
هذه الأساليب لا تختلف عن تلك التي تعتمدها جماعات إرهابية أخرى في القارة، مثل "بوكو حرام" في نيجيريا، و"نصرة الإسلام والمسلمين" في مالي وبوركينا فاسو، والتي فرضت بدورها حصاراً على مدن بأكملها، ما أجبر آلاف المدنيين على النزوح، وترك خلفهم أرواحًا معلّقة بالجوع والخوف.

لكن في مواجهة هذا الظلام، يقف الجيش الصومالي وقوات الأمن بشجاعة نادرة. ليست معركتهم فقط ضد فكر متطرف أو ميليشيات مسلحة، بل هي معركة من أجل الحياة، والكرامة، ولقمة الخبز التي صارت محرمة على الأبرياء بفعل جماعات لا تعرف سوى القتل والتجويع.

الجيش الصومالي اليوم لا يحرر الأرض فقط، بل يفك حصارًا إنسانيًا خانقًا، ويعيد الروح إلى قرى أنهكها الجوع، ويثبت أن معركة مكافحة الإرهاب لا تقاس بعدد الضربات العسكرية فقط، بل بقدرتنا على حماية أرواح الأبرياء وتأمين حاجاتهم الأساسية.

هذه المعركة تتطلب تضامنًا كاملاً من الشعب، والإعلام، والمجتمع الدولي. فالإرهاب الذي يستخدم الجوع كسلاح، يجب أن يُواجَه ليس فقط بالرصاص، بل بالموقف، والدعم، والوعي.