الصومال في قلب المعركة: إرادة وطنية ودعم دولي لاجتثاث إرهاب حركة الشباب
تخوض الصومال اليوم واحدة من أهم معاركها المصيرية ضد الإرهاب، في ظل جهود متواصلة تبذلها الحكومة الصومالية بقيادة الرئيس حسن شيخ محمود لتطهير البلاد من خطر حركة الشباب المتطرفة. هذه المعركة، التي تجاوزت الطابع الأمني لتصبح قضية وطنية شاملة، تتطلب تضافر الجهود العسكرية والدبلوماسية والشعبية معًا.
وفي هذا السياق، التقى الرئيس الصومالي، يوم الأربعاء، الجنرال مايكل إي لانغلي، قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، في العاصمة مقديشو، لبحث سبل تسريع الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب، وتنسيق العمل مع بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال (أتميس).
أكد الرئيس خلال اللقاء على أهمية الدعم الأمريكي الثابت، مشددًا على أن الصومال تثمّن عالياً جهود الولايات المتحدة في تعزيز قدراتها الأمنية والعسكرية. وأضاف أن الشراكة بين البلدين تشمل تدريب وتجهيز الجيش الوطني الصومالي، وتقديم الدعم الاستخباراتي واللوجستي، بما يمكنه من خوض معركة حاسمة ضد الجماعات الإرهابية مثل "الشباب" و"داعش".
الواقع على الأرض يشهد تغيرًا ملحوظًا، حيث تتواصل العمليات العسكرية للجيش الوطني، مدعومًا من القوات المحلية والعشائرية، لاستعادة المناطق التي كانت تخضع لسيطرة حركة الشباب. ويواكب هذا الحراك الأمني تحركات سياسية ودبلوماسية مكثفة لتعزيز الدعم الدولي والضغط على الجهات الداعمة للإرهاب في المنطقة.
حركة الشباب لا تمثل تهديدًا داخليًا فحسب، بل تشكل خطرًا إقليميًا ودوليًا، نظرًا لارتباطها بشبكات الإرهاب العابرة للحدود. ومن هنا تأتي أهمية الدور الأمريكي والدولي في مساندة الصومال ضمن استراتيجية طويلة الأمد تركز على الاستقرار، والتنمية، وبناء المؤسسات.
إن التقدم المحرز اليوم لم يكن ليتحقق لولا صمود الجيش الصومالي، وتضحيات أبنائه في الخطوط الأمامية، إلى جانب التفاف الشعب حول قيادته. المعركة لا تزال طويلة، لكن الرسالة واضحة: الصومال لن تكون مرتعًا للإرهاب، والمستقبل سيكون لدولة قوية، آمنة، وموحدة.
تعليق